المخ السليم ... عند الحاتي

ليلى العامرية تجرى عملية البواسير

يحكى الراوي انه لما زار ابن عوف أمير الصدقات فى الحجاز حي بنى عامر قاصداً خيام المهدى والد ليلى للتوسط عنده لقبول خطبة قيس للمرة العاشرة ، بعد أن رفضت ليلى فى المرات السابقة

كان إبن عوف فى هذه المرة يحمل فى جعبته ما يمكن أن يقنع به ليلى لقبول عرض قيس ، ذلك انه التقى منازل الذي كان ينازع قيس على حب ليلى  وأقنعه بأن يخرج من السباق فى مقابل أن يعطيه موبايل بلاكبيري ثري جي وكارت فودافون بقيمة ألف جنيه ، وبالفعل كان العرض يستحق التفكير ، وهو ما حدا بمنازل ان يقبل العرض بشرط ألا يخبر إبن عوف أحداً ، ولم يكن ورد قد ظهر فى المشهد وقتها كغريم لقيس وخاصة أن الفصل لم يكن ربيعي وقتها

لما قابل المهدى إبن عوف على باب الخيمة بترحاب شديد ، اخرج ابن عوف من حقيبته السمسونايت ذات الأرقام الثلاثة لفافة صغيرة وأعطاها للمهدي ومال عليه وهو يهمس فى أذنه ، حتة حشيش أفغانى عنب ... شد وادعيلي ، كانت هذه الهدية وحدها كفيلة بقلب كفة المفاوضات وبالإيقاع بالمهدى أرضاً ، وبالفعل كان إبن عوف ماهراً ، فخارت مقاومة المهدى أمام الهدية التى سال لعها لعابه ، وخاصة أن اليوم كان يوم الخميس وهو الموعد المرتقب لــــــــــ .......... سباق الهجن فورميولا وان فى مضارب القبيلة ، واخيرا وافق المهدي

وكانت البلهاء جارية ليلى تقف خلف المكيف الصحراوى تستمع للحوار وتكشف جزءاً من كتفها الأبيض فى خلاعة والذي حول مشهدها لفاتنة هوليودية مما أثار لعاب ابن نصيب كاتب إبن عوف ، ولم ينزل عينيه من على تلك الفاتنة اللعوب ، وكانت بلهاء بالفعل ماهرة فى الإيقاع بمثل هؤلاء السذج من الرجال الذين تقودهم أعضائهم لمصارعهم ، فغمزت بعينها اليسري وعضت على شفتها السفلى واشارت له انها ستنتظره خلف الخباء ، وبعد دقيقه خرج خلفها إبن نصيب فى الخفاء ... ولما التقى بها وقبل ان يمد يده عليها ، نظرت له نظرة أنثوية وفى صوت لعوب متهدج قالت له حبيبى ..... معاك فلوس علشان عايزه اشحن الخط  ... انهار ابن نصيب وارتفعت حرارته لدرجة سقطت معها كل الكتب والملفات التى يحملها ومجلة بلايبوي التى كان يخفيها بين طيات ملابسه عن ابن عوف ... ونظر إليها قائلاً ... انا ممكن احولك رصيد ... عايزه كام ... نظرت البلهاء فى عينيه بشكل مباشر واطلقت سهم من تلك اللواحظ الفتاكة ... قائلة انت وذوقك ... لم يتمالك ابن نصيب نفسه وقالها خذى الموبايل اهه حولى المبلغ اللى انتى عايزاه ... بعد ان حولت بلهاء كل ما كان برصيده لمست يده بحنو بالغ قائلة ، حادخل ابلغ ليلى وارجعلك ... واسرعت إلى داخل الخيمه وتركته يعانى خمر الشهوة ونشوة الأمل خلف الخيمة وفكه الأسفل يتدلى

----------------------

2



ما إن أسرعت الخطى بلهاء إلى داخل الخباء وتركت إبن نصيب قائماً وراءه يلفحه  اللوع والإشتياق ويضنيه مر البلاء والذي أصاب منه بعض الأعضاء ، حتى أسرعت نحو عفراء فضحكت لها ضحكة غنجاء أورثت عفراء منها كل البلاء وهى تشير بجوالها النوكيا الثلاث ثمانيات ، وكانت عفراء تعرف معنى الإشارة وتفهم منها جميع العبارة ، فأدركت على الفور أن ابن نصيب قد حضر وانه فى شراك  بلهاء المنصوبة قد وقر ، وهي تعرف شباكها فليس لها مستقر ، وتعرف حبائلها التى تقنص الوحوش من البشر

فما كان من عفراء الا ان اصطنعت في براءة الذئب الغباء ، والقت من يدها الوعاء الذي أمرتها ليلى بملئه بالنار ذات مساء لقيس بن الملوح التاءه فى الفلوات والذي بحب ليل قد صارت حياته مطينة بطين بعد ان ارخت له ليلى الستر وعاين منها بياض الجبين ، فأصبح وقد اصابه البين في ليلة الغيل ، فانطلق الى سيتى ستار وغنى هناك للبلح طوال الليل شعراً فى ليلى وحتى طلع النهار ، ولولا أمن المول قد امسكه لواصل هذا المجنون السهر بلا كلل أم ملل حتى يمووت أو تأتى الشرطة فتحلق له صلعته التى انبتت بعد زمان كالكتكوت

نظرت عفراء نحو الجوال وقالت لبلهاء كم اصبت اليوم من ابن نصيب يا مايعه وليس لك فى الطيب نصيب ، فقالت بلهاء اصبت كامل الطيب ولم ابقى له مليما ولا سحتوت ، فضربت عفراء منها الخدود وكانت تعلم انها بذلك كمداً ستموت لعدم قدرة إبن نصيب على محادثتها من جواله بعد أن خلى منه كل رصيد ، وكان مترو مغلقاً فى هذا اليوم للصيانة وبقالة الحى لا يوجد بها كروت للشحن بسبب آجازات العيد

أسرعت عفراء خلف الخباء وسكت إبن نصيب على رأسه بالحذاء ، وهى تقول يا موكوس تحولها كل الرصيد ، انت مش حتفوق من الذهول ، ولا هى سحرالك يا ابن نصيب يا مسطول ، فأسقط في يده وقال لها يا عفراء لكي انحنى الزمن واقبل يقبل منك جبين المساء ، إنما ناغشتها بدهاء لتجرى داخل الخباء فتغيظك فتخرجي لى وأنا اخفيت عنها باقى الكروت وشحنت من جديد لأطلبك لتأتى إلى هنا ، فنحيي ليلة العيد فى حب ووهج وصهيد ، ذلك أن حبى لك يفوق غنج العبيد فلا لى حاجه ببلهاء ولا بما تتفننه من تسديد من سهام عينيها وأنا عن مرماها جد بعيد

إبتسمت عفراء فى حياء ، ومن عينيها طل الحب والخجل والوفاء ، وغاب عنهما ثورة الغضب وغطت وجهها بالرداء وهى تقول فى همس ، وحشتنى يا ابن نصيب كما أوحشت الصحراء المطر ، فلما عبرتها غيمة بيضاء ذات صباح غنت لها الأرض فأجازتها السماء بالمطر فعانق منها كل الجسد ... فصارا جسداً واحداً للأبد

ما ان انتهت عفراء حتى انحنى ابن نصيب يقبل يديها وهو يقول لك الدنيا تميل يا حبيبتى وبك تحيا ومن عينيك اشراقها ومن جبينك نورها

وفجأة ظهر إبن عوف وكان قد استبطأ إبن نصيب ، فأمسكه من تلابيبه بغباء ، وقال له أفق يا ابن نصيب انت جاي هنا تحب ليلتك سوداء ولك منى كل بلاء ، فأعطاه ابن نصيب مجلة البلاي بوي قائلاً ، جئتك بهدية إفرنجية ، وريقات بها حريم عجب ومزز لها القلب والفؤاد اضطرب ، فما ان وقعت عينا ابن عوف على صورة سلمى حايك على الغلاف حتى فغر الفاه وقال سماح المره دى يا ابن نصيب

وهكذا هنأ الحبيبان بلحظات استغلها ابن عوف فى تصفح الجميلات على صفحات المجلة فى خدر ، حتى ذهبت عفراء فقال ابن نصيب شد يا كبير علشان ندخل نخلص موضوع المجنون قبل ما المهدى يخلص الأفيون





يتبع

-------------------------------------------




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق